الموقف المتوازن من الوضع في مصر
عبد الحق صادق
هذه تغريدات نشرتها حول ما يجري في مصر بين المعارضة و أنصار الرئيس مرسي :
فجر انتفاضات الربيع العربي الشباب الذين لا ينتمون لأي تيار سياسي او ديني و هؤلاء الشباب هم الذين ينتفضون ضد تصرفات الرئيس مرسي و ينعتون اليوم بنفس النعوت التي اطلقها عليهم نظام مبارك
لذلك ارى الا ينحاز العلماء و خاصة غير المصريين لاي طرف و يركزوا جهودهم على الاصلاح بينهم لأن الدين للجميع و ليس من مصلحة الدعوة اخراج طرف من دائرة الدعوة
انحياز العلماء لطرف هو تنكر لجهود الشباب الذين اطاحوا بهذه الديكتاتوريات التي عجزت الاحزاب السياسة و الجهادية الاطاحة بها خلال ستين سنة
من خلال الواقع المشاهد ثبت ان الاسلاميون عندما يدخلون معترك السياسة يتخلون عن كثير من مبادئهم و قيمهم التي ينادون بها مثلهم مثل اي حزب آخر فينبغي عدم الانجرار خلف العواطف
و لذلك من الخطا الفادح تصوير الامر على انه صراع بين الايمان و الكفر بين الاسلام و العلمانية و الصحيح هو صراع بين احزاب سياسية متنافسة على السلطة
فمن مصلحة الدعوة ان يبقى العلماء للجميع بغض النظر عن انتمائهم السياسي حتى لا يقعوا في المحظور الكبير و هو التكفير لطرف عدده لا يستهان به او اخراجه من دائرة الدعوة
غالبا الخلاف بين الاحزاب السياسية دافعه الاهواء و المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة و يتم الباسه ثوب الدين او الوطنية و لا يعرف ذلك الا من عرفهم عن قرب
و لذلك قيل من جاءك و عينه على كفه فلا تحكم له حتى تستمع للطرف الآخر فلعله فقأ عينيه و خاصة في هذا الزمن الذي قلت فيه الامانة وغلبت الاهواء
و اذا كان الدستور وضعي فما الفرق بين ان يحكم به اسلامي او غيره سوى الكفاءة و الخبرة الادارية و السياسية و العدالة
الامانة لوحدها لا تكفي فلا بد معها من القوة الادارية و السياسية و الحكمة و علم القيادة و الموهبة القيادية
فما فائدة رئيس لا يسرق و ذهب بالبلد الى الفوضى و النزاعات الداخلية و الخارجية و قلة الخدمات و الاقتصاد الهزيل و اغرق البلد بالديون
و عندما يفشل الرئيس الضعيف في تحقيق ما يطمح اليه الشعب سوف يلجا لتغطية فشله بإطلاق التصريحات النارية و الخطب الرنانة لإلهاء الشعب وتخديره
و قد يلجا لفتح حروب خارجية غير محسوبة تذهب بالبلاد و المنطقة الى المجهول و سوف يتحدث ليل نهار عن مؤامرة خارجية و سيقوم بالعنتريات الخلبية
عندها سوف تصفق له الشعوب العربية و الاسلامية و تهتف باسمه و تصنع منه رمزا دينيا او قوميا و بعد عقود سوف تكتشف هذه الشعوب انها خدعت مرة اخرى كما خدعت من قبل
و سوف تكتشف انها كانت تجري وراء رمز اجوف و خلف السراب و انها اضاعت عقود من عمر الامة دون جدوى اما آن للأمة ان تستفيد من اخطاءها !!!!!
فاذا لم يتغير الفكر و النفوس التي نشأت في ظل الانظمة العربية الثورية القمعية الشعاراتية فلن تتغير تلك الانظمة و لو سقطت
مدونة عبد الحق صادق
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع مدونة : نشرة المحرر - Nachrat Almouharir، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.
عبر عن رأيك