عن صفحة “الفيس بوك” للاخ معاشو عبد الله Maachou Abdellah
في مثل هذا اليوم.. وفي مثل هذا الوقت من غشت 1996 فقد اليسار المغربي والاتحاد الاشتراكي مناضلا من طينة خاصة.
لم يتجاوز سنه 38 سنة، لكن الجميع أخرجه منذ سنوات عديدة من دائرة الشباب فقامته وتجربته ولحيته الكثة ولباسه المائل في الأغلب للسواد ونظراته الجادة أكثر من اللازم وكلامه الواثق والموزون وشخصيته القوية الحضور… كلها صفات جعلت الجميع لا يقيس عمره بالسنين بل بميزان الحضور السياسي والثقافي والاجتماعي والإنساني على جميع المستويات وفي كل الاتجاهات وتجاه كل الفئات العمرية والطبقية…
مصطفى ناصر الموغيثي الذي انطلق مبكرا في النضال في صفوف الحركة التلاميذية بالدار البيضاء أواسط السبعينيات، ووصل مرحلة النضج النضالي في المرحلة الطلابية نهاية السبعينيات متحملا مسؤولية الكاتب العام لتعاضدية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط… مرورا بالتأطير النضالي لجزء من مشروع اليسار المغربي طيلة مرحلة الثمانيات… وصولا إلى الحوار الجاد والمسؤول مع القيادة النضالية للاتحاد الاشتراكي لما بعد المؤتمر الوطني الخامس سنة 1989 والاقتناع بالمشروع الاتحادي الجديد الذي كان يرى في الشبيبة الاتحادية مشتلا حقيقيا لإنجازه…
بلور المناضل العضوي والمثقف ذي الرؤية الثاقبة قناعته إلى تجربة ميدانية عبر التحاقه بصفوف الاتحاد الاشتراكي بسيدي عثمان حيث مقر سكناه مع عائلته، واستطاع بقدرته على ربط النظرية بالممارسة من الفوز بمقعد بالمجلس الجماعي لسيدي عثمان وتحمل مسؤولية التسيير في تجربة تمكنت فيها الكتلة آنذاك من تغيير وضع جماعي عفن امتد لعقدين من الزمن…
وللنجاح في التجربة اقتنع الفقيد أن التنظيم الحزبي أساسي لحماية التجربة الجماعية الجنينية، وبالتالي سيتمكن من تحقيق التغيير التنظيمي بفرع سيدي عثمان للاتحاد الاشتراكي عبر مجموعة من الشباب والأطر الشابة ورجال التعليم والنخب الجديدة الثواقة للتغيير… فتحمل إلى جانبهم مسؤولية كاتب فرع الحزب بسيدي عثمان سنة 1993…
كان مصطفى الموغيثي طيلة النصف الأول من عقد التسعينات طاقة غير عادية للعمل والنضال والتأطير والتوجيه، بفرع سيدي عثمان وإقليم الدار البيضاء وبجماعة سيدي عثمان وبملتقيات الشبيبة الاتحادية محليا وجهويا ووطنيا…
لم تكن للمرحوم حياة خاصة
كان يعيش وزوجته في بيت عائلته بحي السلامة3 وسط إخوانه وبقرب الوالدة والوالد با الطيب الموغيثي الرجل الوطني والمربي الذي ظل يعيش على حرقة فقده لواسطة العقد حتى وافته المنية في بداية هذه السنة رحمه الله.
مصطفى ناصر الموغيثي عاش لسنوات يناضل ويتمنى أن يكون أبا… لكن القدر شاء أن يعيش محنة دفن العديد من الأجنة عند الولادة… وحين حباه الله بابنين اثنين توفي وتركهما في سنواتهما الأوليين يتيمين…
مصطفى ناصر الموغيثي مناضل ومثقف من زمن اليسار
إنسان كان يستشرف التحولات وله القدرة على استيعاب ما تتطلبه من أجوبة أو أسئلة أو استعداد للمقاومة…
مات الرجل شابا صغيرا
لكن حياته كانت تجربة كثيفة وزاخرة بالتجارب والتضحية والعطاء
ربما رحل لأنه قام بكل واجبه وبما كان يستطيعه…
ربما لأنه استشرف ألا قدرة له على مواجهة ما سيأتي على كافة المنحي والمستويات…
لكن الأكيد أن رحيله كان داهما..قاسيا.. مفجعا..
والفراغ الذي تركه لم تملأه الطبيعة حتى الآن.. بعد 18 سنة..
رحمك الله أخي ورفيقي
=============
واخترنا من التعليقات على المقالة مايلي …
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع مدونة : نشرة المحرر - Nachrat Almouharir، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.
عبر عن رأيك