أكادير في 07 أكتوبر 2022
بيان للرأي العام
حول تخريب المواقع الأثرية للفن الصخري بالمغرب
تتابع الجمعيات والهيئات الموقعة أسفله بقلق شديد ارتفاع وتيرة التخريب الذي يطال منذ مدة المواقع الأثرية بمختلف جهات المملكة، خاصة مواقع الفن الصخري والمعالم الثقافية المرافقة لها (معالم جنائزية، تمركزات الصناعات الحجرية…)، آخرها ما تعرض له الموقع الأثري ”واخير” (جماعة كتاوة، إقليم زاكَورة) المسجل في فهرس مواقع النقوش الصخرية تحت رقم 150039.
ومع استمرار هذا النزيف وتفاقم حدته، خصوصا في السنوات الأخيرة، أصبح هذا التراث المادي الأثري والثقافي مهددا بشكل كبير، قد يؤدي به إلى الاختفاء في مستقبل قريب.
وأمام هذه الوضعية الخطيرة التي يعيشها تراثنا الصخري، ورغبة منا في إثارة انتباه مختلف المتدخلين لأهمية هذا الموضوع وطابعه الاستعجالي، ومن منطلق مسؤولياتها في الدفاع عن هذا التراث الوطني والإنساني وضمان استدامته والعمل على المحافظة عليه، فإن الجمعيات والهيئات الموقعة أسفله تعلن للرأي العام الوطني ما يلي:

  • شجبها لتصاعد وتيرة التخريب الذي يطال المواقع الأثرية للفن الصخري بالمغرب مما يؤدي الى ضياع الكثير من المعلومات عن تاريخنا وثقافتنا الضاربة في القدم. كما تسيء مثل هذه الأفعال المشينة إلى سمعة المغرب على المستوى الدولي، باعتباره مُوقعا على مجموعة من الاتفاقيات الدولية التي تحمي التراث الثقافي (اتفاقية اليونسكو باريس 1972، اتفاقية (UNIDROIT) لسنة 1995المتعلقة بالممتلكات الثقافية المسروقة أو المصدرة بطرق غير مشروعة…).
  • دعوتها المصالح المختصة إلى تشديد المراقبة ومحاربة تهريب الآثار، وإلى التصدي للتنقيبات الأثرية السرية ونهب اللقى الأثرية الذي يقوم بهما بعض الأجانب خصوصا بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
  • تأكيدها على ضرورة تحيين مشروع قانون التراث وإخراجه للمصادقة بعد أن ظل حبيس الأمانة العامة للحكومة منذ 2013، مع العلم أن القانون 22-80 قد أصبح قديما ومتجاوزا وغير مساير للتطورات الحالية.
  • دعوتها رئاسة الحكومة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل لتوفير الإمكانيات المادية والبشرية لمديرية التراث الثقافي وللمنتزه الوطني للنقوش الصخرية وممثليته في الجهات الجنوبية وللمحافظات الجهوية للتراث الثقافي والمفتشيات الجهوية للمباني التاريخية والمواقع لكي تستطيع مزاولة الاختصاصات المنوطة بها.
  • مطالبتها القطاعات الحكومية المختصة (وزارة الداخلية، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزارة التجهيز والماء، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير، والمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن…) بتحمل مسئوليتها في وقف مسلسل التخريب الذي تسارعت وتيرته بشكل مقلق يهدد التراث الأثري (خصوصا في الجهات الجنوبية والشرقية) عن طريق مراقبة دفاتر التحملات المتعلقة بالمشاريع (طرق، منشآت فنية، مقالع الحجارة، المشاريع المنجمية…إلخ) وتطبيق القانون خصوصا فيما تعلق بإنجاز دراسة الوقع والتأثير ((étude d’impact التي يجب أن تضم شقا متعلقا بالتأثير المحتمل للأشغال على المواقع الأثرية، وكذا ضرورة التنسيق مع قطاع الثقافة في الاجتماعات الجهوية والإقليمية قصد إبداء الرأي.
  • مطالبتها السادة عمال الأقاليم والسادة رؤساء الجماعات الترابية بالعمل على منع الشاحنات من استغلال المواقع الأثرية كمقالع للحجارة باعتبار أن هذه الظاهرة هي التي تسببت في الإضرار بعدد مهم من مواقع الفن الصخري والمعالم الجنائزية بالمغرب.
  • مطالبتها بتطبيق توصيات نداء السمارة المنبثق عن الورشة الدولية للفن الصخري أكتوبر 2010، المتعلق بالانخراط الفعلي للجماعات الترابية في حماية تراثها الصخري.
  • تثمينها للتجارب الناجحة في إقليمي أوسرد والسمارة وفي جهة كلميم واد نون المتعلقة بجرد المواقع الأثرية ومطالبتها بتعميمها على بقية الأقاليم والجهات التي تحتضن هذا النوع من التراث، من أجل توفير خريطة أثرية مُحيَّنة تكون تحت تصرف القطاعات الحكومية المختلفة.
  • استعدادها المبدئي واللا مشروط للانخراط الجدي في عمليات التحسيس والتوعية واقتراح الحلول التي من شأنها التصدي للتدمير الذي يهدد المواقع الأثرية.
  • تأكيدها على أن ترافعها حول موضوع حماية المواقع الأثرية للفن الصخري بالمغرب، هدفه الأسمى هو تكريس الحقوق الثقافية للمغاربة، من بوابة الحفاظ على التراث الأثري، ولا تسعى من خلاله، بأي شكل كان، للمساس بصورة أو سمعة الوطن.
  • دعوتها كل القوى الحية من فعاليات مدنية وحقوقية وأكاديمية وقوى سياسية ونقابية للتعبئة والتنسيق وتوحيد الجهود للترافع والدفاع عن التراث الأثري الوطني وصونه.
    الفعاليات الموقعة:
    جمعية أمنير (وطنية)، المرصد الوطني للتراث الثقافي (وطنية)- الجمعية المغربية للفن الصخري (وطنية)- الجمعية المغربية لدراسة الرباعي (وطنية)- جمعية الطبيعة مبادرة (جهة الداخلة وادي الذهب) – جمعية ميران لحماية المواقع الأثرية (السمارة) – الجمعية المغربية للتراث (وطنية) – مركز تيملت للبحث والتوثيق (تيزنيت) – جمعية الأطلس الصغير الغربي للسياحة الجبلية بوطروش (سيدي إفني) – مركز الساقية الحمراء لحماية الآثار وتثمين التراث (العيون الساقية الحمراء)- مركز عبد الرحمان الركاز للأبحاث والدراات (آسا الزاك) – جمعية متحف تايكو للمحافظة على التراث (كلميم) – جمعية فكيك للتراث وثقافة الواحات (فكيك) – جمعية التراث الصخري بالجنوب المغربي (زاكورة)

‫شاهد أيضًا‬

الصراع المذهبي، وليس الدين، وراء “تهافت الفلاسفة”- الضربة القاضية الكاذبة * محمد عابد الجابري

(*) منقول عن موقع فكر ونقد 1- ضرورة التحرر من “الصواب الموروث” كتاب “تهت…